برنامج متعدد الوسائط وفاعليته على تنمية بعض السلوکيات البيئية الإيجابية المرتبطة بالقمامات الإلکترونية والإتجاه نحوها لطفل ما قبل المدرسة.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المقدمة والإحساس بالمشکلة:
إن من أهم القضايا التي تشغل العالم اليوم هي قضية الحفاظ على البيئة مما فيها من أرض تقلنا أوسماء تظلنا.
ومنذ أن خلق الله سبحانه وتعإلى الإنسان، وجعله خليفته على الأرض سخر له کل ما في هذا الکون من کائنات ، شريطة ألا يتجاوز حدوده في الجور على تلک الکائنات، وأن يتعامل معها على النحو الذي يحافظ عليها وينميها، لکن الإنسان بظلمه وجهله يتذکر دائماً ما له وما عليه، فأخذ ينهل من موارد بيئته دون قيد أوشرط، حتى وصل بها إلى حد تخطى درجة الإنذار إلى مرحلة الخطر الحقيقي الذي بات يهدد بقاء ذلک الإنسان نفسه على کوکب الأرض.(ماهر اسماعيل،2003، 1)**
وبالتالي تعتبر قضية البيئة في عصرنا الحالي من أهم القضايا المطروحة على الساحة، والتي أخذت الصفة الدولية لما للبيئة من أهمية قصوى في حياة الإنسان ، فضلاً عن ارتباط البيئة بمتغيرات عدة، قد تؤثر عليها تأثيراً سلبياً مباشراً، وللأسف کل التأثير الحادث على البيئة حتى الآن هو تأثيراً سلبياً فقط.
ولقد تعاظم التأثير الضار للإنسان على البيئة في القرن العشرين بما استحدثه من التکنولوجيا، وبما سخره من طاقات لم يکن للبيئة الطبيعية عهد بها من قبل، فأخذ يستنزف مواردها حتى وصل بها إلى مرحلة اللاعودة. (ليلى جبريل،2019، 25)
 
وبالتالي أصبحت التکنولوجيا ومنتوجاتها من أدوات، أجهزة، آلات، وغيرها ممن تمثل خطراً داهماً على البيئة التي تسوء يوماً بعد يوم، حيث أصبحت تضر البيئة بما فيها وبمن فيها.
فقد شهد العصر الحديث المزيد من التطورات التکنولوجية، والتي من شأنها أن تفرز بعض المواد والأدوات والأجهزة والآلات التي تضر بالبيئة ومن أمثلتها؛ أجهزة المحمول، والأطباق اللاقطة الهوائية (الدِش)، وأجهزة الکمبيوتر، وغيرها من المستحدثات التکنولوجيا التي أضرت بالبيئة ومنها الإنسان، وخاصة من الناحية الصحية. (حسام مازن،640،2000)
 ولم يتوقف الأمر عند الإستخدام الطبيعي للمستحدثات التکنولوجية أثناء صلاحية هذه الأجهزة، أما الخطر الداهم الأخر هو ما ينجم عن هذه الأجهزة التکنولوجية بعد إنتهاء صلاحيتها، ونقلها إلى مرحلة أخرى ألا وهي مرحلة القمامات الإلکترونية، والتي تهدد بما يخرج منها من أشعة کهرومغناطيسية التوازن البيئي، مع إحداث إختلالات بيئية تکاد تهدد حياة الإنسان على سطح الأرض.
والقمامات الإلکترونية هي: تلک الأجهزة التکنولوجية التي إنتهت عمرها الإفتراضي (صلاحيتها)، وتؤثر سلبياً على کل عناصر البيئة المحيطة بالإنسان لما يخرج منها من سموم ، وقد يروج إليها من الدول النامية للتخلص منها کمدفن لهذا النوع من القمامات. (فرج عبده،36،2008)
ومن القمامات الإلکترونية الخطرة: بطاريات التليفون المحمول المنتهية الصلاحية، وشاشات الکمبيوتر المستعملة، والاسطوانات المدمجة cd، وغيرها من مخلفات الأجهزة التکنولوجية التي يصدر منها طيف من الأشعة الکهرومغناطيسية، والتي تؤثر تأثيراً مباشرة على حياة الإنسان، من خلال تأثيرها على الجهاز العصبي له، والغدد الصماء، والجهاز المناعي، بالاضافة إلى تأثيرها على خلايا المخ وتغيير قشرته، وتغيرات في ترکيب الدم، وأخيراً تأثيرها على کافة حواس الإنسان. (جمال الکردي، 2018، 4)
ومن بين الفئات التي تتأثر سلباً بالقمامات الإلکترونية هم فئة الأطفال، الذين لا يدرکون جيداً کيفية التعامل مع هذا النوع من القمامات، وللخروج من هذا المأزق يجب أن يکتسب طفل ما قبل المدرسة بعض السلوکيات البيئية الإيجابية لکيفية التعامل مع القمامات الإلکترونية، حتى يتجنب أضرارها.
 
وتؤکد دراسة کل من عبد الحميد سعد،(2008)، ودراسة (Michael,2008 ( بضرورة إتخاذ إجراءات لحماية البيئة والمحافظة عليها، أو حتى لتجنب مشکلاتها ترجع إلى ضرورة أن يسلک الإنسان السلوکيات الإيجابية نحو التعامل مع الأشياء التي من شأنها تلوث البيئة، کما تؤکد نفس الدراستين على تدني السلوکيات البيئية لدى طفل ما قبل المدرسة، مما يدعو ذلک إلى ضرورة تعديل السلوک البيئي للأطفال.
ويضيف بطرس حافظ (15،2016) بأن تعديل السلوک البيئي لدى الأطفال، والبحث عن تقنية جديدة لتعديل تلک السلوکيات ضرورة ملحة في هذا العصر.
وتذکر غادة شمة (216،2000) بأن الأخطار البيئية تتزايد بسبب التفاعل الخاطئ، والسلوک غير السوي والسلبي نحو البيئة، وخاصة مع التقدم وإنتشار المستحدثات التکنولوجية، فالسلوکيات الصحيحة تزيد الإنسان من فهمه للبيئة وادراک العلاقات بين عناصرها.



** يتبع الباحث طريقة توثيق APA.