استخدام الإنفوجرافيك في تدريس مادة التربية الوطنية لتنمية القيم الأخلاقية الرقمية ومهارات التعايش مع الآخر لدي طلاب المرحلة الثانوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مستخلص البحث:
 تعيش المجتمعات في الوقت الراهن عصر التكنولوجيا والانفجار المعرفي حيث يتأثر مسار وطبيعة التطور العام للمجتمعات بالنمو المتسارع لمعدلات الاكتشافات العلمية والابتكارات التكنولوجية، كما أن التوسع المذهل للمعلوماتية وثقافتها واستخداماتها أصبح سمة أساسية من سمات هذا العصر.
 ومما لا شك فيه أننا نعيش ثورة من المعلومات والمعرفة والاتصالات تستوجب تطور مكونات منظومة التعليم من أهداف وقيم ومعارف وخطط وبرامج ومهارات وأنشطة ومن ثم إعادة النظر في طبيعة المتعلم ودراسة حاجاته وقيمه الأخلاقية ومعارفه التي يكتسبها في ضوء التطورات التكنولوجية المتلاحقة.
 وهناك إجماعًا على صفة مميزة لهذا العصر وهى أنه عصر الثورة المعرفية والمعلوماتية (رشدي طعيمه: 2006: 261)[1]، ويسمي أيضًا بالعصر الرقمي أو العصر المعلوماتي للدلالة على مرحلة زمنية جديدة شغلت فيها التطبيقات القائمة على نظام تشفير المعلومات الرقمية مساحات واسعة من استخداماتنا للحواسيب والأجهزة الإلكترونية والتي جلبت معها تغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية وقيمية جديدة.
 ولقد تأثرت أخلاقيات مجتمع المعلومات إيجابًا وسلبًا نتيجة للتحديات التكنولوجية والمعلوماتية الكبيرة التي تواجهه الآن، ولعل أهمها مسألة أخلاق وقيم مجتمع المعلومات في عصر تطور تقنية الاتصالات والإنترنت، لقد خصصت العديد من مراكز الأبحاث والدراسات في جميع أنحاء العالم قسمًا هاما من جهودها ودراساتها بهدف دراسة التأثيرات المختلفة لهذه التقنيات الجديدة على جوانب الحياة البشرية وبيان أهمية الحرص على صيانة الذاتيات واحترام اللغات والقيم الاخلاقية والثقافات القومية.(صفاء عبد الكريم:2007: 289)
 فعلي الرغم من أنه لا أحد يستطيع أن ينكر ما توصل إليه العالم اليوم من تقدم في مجال التكنولوجيا التي جنى منها ثماراً كثيرة، إلا أن العالم المعاصر قد عاني بسببها أيضاً من بعض المشكلات التي تتفاوت في تأثيرها على الإنسان؛ ومن أهم المشكلات التي تصاحب التكنولوجيا في عصرنا الحاضر عدم مراعاة القيم الأخلاقية وقواعد الاستخدام الآمن للكمبيوتر والإنترنت. 98) 2012::al.Batchelor et )
 حيث يؤكد الواقع الراهن لمجتمع مستخدمي الكمبيوتر والإنترنت وجود مخالفات لأخلاقيات وآداب استخدام التكنولوجيا المعاصرة منها الاستخدام غير الأخلاقي لشبكة الإنترنت، الذي يتمثل في الاعتداء علي الخصوصيات، والتجسس علي المعلومات، وسرقة الهويات الشخصية، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، وسرقة البرامج أو إعادة نسخها أو إتلافها، والتلاعب بالمعلومات والبيانات والترويج لمحتويات غير هادفة. (Herman: 2000:23)
 لذا صار أمراً ملحاً تخطيط المناهج الدراسية فى ضوء القيم الأخلاقية الرقمية، وتحديد القيم التى يجب أن تُنمى وتُدعم، والقيم التى ينبغى أن تعدل وتُغيَّر، وأخرى التى يجب أن تُشكل لدى المتعلمين ليتمكنوا من مواجهة التحديات التكنولوجية المستقبلية المتسارعة.
 حيث تعد القيم الأخلاقية أحد أهم الدعائم الإيجابية في صنع الشخصية المتوازنة فكرياً وروحياً ونفسياً وجسدياً، إذ إنها إحدي الأسس العامة لعملية التعليم والتوافق الإنساني؛ بل إنها تلعب دوراً مهماً في حياة الفرد والمجتمع؛ حيث إنها الموجه والضابط للسلوك الإنساني، كما أنها تلعب دوراً مهما أيضاً في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، وتساعد الأفراد على التمييز بين الخير والشر، وتقلل من مستوى القلق لديهم.
 
[1] استخدمت الباحثة نظام توثيق جمعية علم النفس الأمريكية APA (الإصدار السادس).