واقع استخدام تقنية البودكاست في بيئة التعلم الجوال لدى طالبات المرحلة الثانوية ببيشة واتجاهاتهن نحوها.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

 
المقدمة:
إن القرن الحادي والعشرين هو قرن التكنولوجيا الرقمية بامتياز, حيث تتطور التكنولوجيا بشكل سريع لتدخل جميع مجالات الحياة، فتجعلها أكثر سرعة وكفاءة وعملية, وقد ترتب على هذه التغيرات السريعة ظهور مستحدثات تكنولوجية تحتاجها الأجيال الشابة للحياة والعمل والتعلم في القرن الحادي والعشرين.
 فالعلم هو العامل المهم في تقدم الأمم وتفوقها,لذا تستمر المساعي لإيصال العلم للمتعلمين بأفضل السبل,فقد شهدت العملية التعليمية مجموعة من التغيرات والتطورات إلى أن وصلت إلى مرحلة التعلم الرقمي,وهي المرحلة التي عملت على دفع عملية التعلم والتعليم إلى أقصى إمكانات كسب المعرفة, من خلال مجموعة تقنيات وأجهزة وحواسيب ووسائل اتصال,والمتوقع أن تحدث هذه التقنيات تعلما أكثر استقلالية وإتقانا, ويكون المتعلم قادرا على تحمل مسؤولية تعلمه.
بدأت تطبيقات الجيل الثاني في الانتشار,وبدأت تفرض وجودها كأحد المستحدثات التكنولوجية التي تلعب دورا مهمًا في المجال التربوي,لما تميزت به من واجهات تفاعل سهلة الاستخدام,بحيث تتيح للمتعلم قدراً اكبر من التفاعل والتشارك والتعاون, ولابد أن يكون لهذه الثورة من تأثير على التعليم الذي لا ينعزل عن المجتمع مما يؤدي إلى حدوث نهضة تعليمية جديدة (الحلفاوي, 2006).
 ويؤكد (ترلينج وفادل, 2009/2013) أن جيل المتعلمين الموجود اليوم هو أول جيل ينشأ ويجد الأدوات الرقمية بين يديه,لذلك نجده مشغولاً باستخدام التطبيقات وبرامج التواصل والشبكات الاجتماعية, فهو يعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير وهنا تظهر الحاجة لتفعيل دورها في التعليم لزيادة واقعية الطلاب وتحسين مقاييس التعلم.
ويعد البودكاست أحد تقنيات الجيل الثاني للويب, ويوضح لينج ووتون (2007) البودكاست بأنه "ملف وسائط رقمي أو سلسة من هذه الملفات يمكن توزيعها من خلال الإنترنت, باستخدام الخلاصات (RSS) بغرض تشغيلها من خلال الأجهزة الذكية, حيث يتألف البودكاست من تسجيلات مرئية أو صوتية يتم تحميلها بشكل مباشر على الأجهزة اللوحية".
حيث يقوم البودكاست على شيئين أساسيين هما: نقل التعليم إلى المتعلم في أي مكان، وفي أي زمان، حسب الطلب وهذان الشيئان يسمحان للمتعلم بالاستمتاع بالتعلم دون الحاجة إلى الجلوس على الحاسب الآلي, وأثناء أداء مهام أخرى وعلى هذا يمكن النظر إلى البودكاست على أنه شكل آخر للتعلم النقال (Harris,2008).
ونظرا للميزات التي تميز بها البودكاست فقد تناولته العديد من الدراسات؛ حيث خلصت دراسة دوريس (2010) إلى أن البودكاست لها أثر كبير في تنمية الدافعية لدى المتعلمين، وأوصت الدراسة بضرورة استخدام تطبيقات الجيل الثاني للويب (0.2( web وأدواته المختلفة في عملية التعلم, وخلصت دراسة الغامدي (2018 (إلى فاعلية استخدام التكنولوجيا الجديدة المتمثلة في البودكاست والفيديو كاست في تحسين تعلم الطالب، مع التوصية بضرورة استخدامها في التعليم والتعلم, كذلك دراسة عماشة والشايع(2012) حيث أشارت النتائج إلى أن اتجاهات أفراد العينة ايجابية نحو استخدام تكنولوجيا البودكاست في تدريس البرامج التدريبية.