تصميم بيئة تعلم إلكترونية قائمة على الإنفوجرافيك (الثابت/المتحرك) وأثرها فى تعديل التصورات اللغوية البديلة لدى تلاميذ الحلقة الإعدادية.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المقدمة:
فى ظل التطورات العلمية والتكنولوجية الفائقة التى ظهرت فى هذا العصر والتى يسرت على المتعلمين الكثير، إلا أنها جعلتهم يواجهون كمًا كبيرًا من المعلومات والمفاهيم والبيانات التى نجمت عن تلك التطورات، وأصبح المتعلم أمام عبء كبير من كثرة تلك المعلومات والبيانات والمفاهيم، مما أدى إلى مواجهه خبراء التعليم لتحديات كبيرة في تطوير أساليب التعليم والتعلم لمواكبة ثورة المعلومات والتقدم التكنولوجى لهذا العصر، من أجل توفير بيئة تعليمية تجذب اهتمام المتعلمين، وتشوقهم للتعلم، وتشبع احتياجاتهم، وتنمى المهارات العقلية والإبداعية لديهم، من خلال الاستفادة من التقنيات والأدوات التكنولوجية المعاصرة، فظهرت التصاميم الإنفوجرافيكية نتيجة حاجة ماسة إلى تمثيل بصرى للمعلومات والبيانات لتبسيطها وتيسير عملية فهمها واستيعابها، لما لها من دور مهم وفعال فى تبسيط المعلومات.
 تعتبر التصاميم الإنفوجرافيكية إحدى الوسائل البصرية الحديثة المهمة والفعالة والأكثر جاذبية لعرض المعلومات، حيث تدمج بين البساطة والسهولة والسرعة والجاذبية والتسلية فى عرض المعلومات للمتعلم، يستطيع المتعلم الحصول على معلومات كثيفة أكثر وضوحًا وجاذبية وتأثيرًا من خلالها عن طريق الصور والرسوم والأشكال والتخطيطات مقارنة بالمعلومات اللفظية، والتى يصعب على المتعلم استرجاعها بسهولة، وذلك لأن اللغة اللفظية قد يشوبها القصور أحيانا كثيرة عن توصيل المعنى أو الفكرة بمفردها (زينب أمين، 2005، 323) **، وفسر حسن زيتون (2005، 169) ذلك بأن التخيلات والصور البصرية واللفظية يحدث بينهما تكوين روابط تضمن فترة استبقاء أعلى للمعلومات فى ذهن المتعلم.
وفى ظل ما تأكده الدراسات الحديثة، بأنه كلما زاد التأثير على حواس المتعلم زاد نجاح التقنية التكنولوجية فى تحقيق الأهداف المرجوة، ظهرت تكنولوجيا الإنفوجرافيك بتصميماته المختلفة؛ لإضفاء شكل مرئى جديد لعرض وتجميع المعلومات والمفاهيم والبيانات المعقدة بأسلوب جذاب وشيق، ولتقديم محتوى البيانات المكثفة والمعقدة بطريقة منظمة بهدف إدراكها وفهمها (2014, 3 Dur,)، وتوفير معلومات مفهومة من خلال تحسين قدرة الجهاز البصرى لدى الفرد لمعرفة الأنماط والاتجاهات، وبطريقة تدعم المعالجة المعرفية ليسهل استرجاعها فى المستقبل.
وأكد كوستا وكاليك (Costa & Kalick, 2000, p 58) أنه عندما يجمع الطالب بين الوسائل البصرية واستخدام عادات العقل ليفكر بصورة أعمق ويرى أفكاره وهى تتوسع، فيكسب حسًا جديدًا بنفسه كمفكر فاعل، وبالتالى تتحسن نظرته لنفسه كمتعلم، وفى إطار ذلك فقد عرفت عديد من الأدبيات الإنفوجرافيك ومنها: محمد شلتوت (2016، 111( بأنه تحويل البيانات والمعلومات النصية والمعقدة إلى مؤثرات ورسوم بصرية يسهل على المتعلم فهمها واستعابها بوضوح وتشويق دون الحاجة إلى قراءة الكثير من النصوص، ويتميز بعرض المعلومات المعقدة والصعبة بطريقة سلسة وواضحة وسهلة. حيث يقوم المتعلم بالعمليات الآتية: تعرف الأشكال والرسومات، تحليل الرسومات والأشكال، ثم عملية الربط وإيجاد العلاقات بين الرسومات والأشكال، حتى يصل إلى تفسير لهذه العلاقات بين الأشكال والرسومات ليصل إلى الفكرة أو الهدف من الإنفوجرافيك. ومن هنا يتضح أن الإنفوجرافيك أداة تعليمية قوية يمكن أن تستخدم فى مختلف المناهج الدراسية؛ لأنها تمكن المتعلم وتزوده بالمهارات الفكرية والوصول به إلى مرحلة التحليل والتركيب، كما تساعد المتعلم فى الاشتراك فى التعليم والتفكير فى المعلومات الجديدة، لذلك لابد من إيجاد طريقة لدمج هذه التقنية فى المقررات الدراسية لخدمة العملية التعليمية (أشرف عبد اللطيف، 2017).
 
**يجرى التوثيق في هذا البحث وفقًا لنظام APA الإصدار السادس كالتالى: (اسم المؤلف، سنة النشر، رقم الصفحة) وذلك للمراجع العربية، أما فيما يتعلق بالمراجع الأجنبية (الاسم الأخير للمؤلف، سنة النشر، رقم الصفحة).