استراتيجية تعلم معكوس وأثره على تنمية التحصيل الأكاديمي ومهارات التفكير فوق المعرفي لدى طلاب كلية التربية النوعية جامعة المنيا.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمـــة:
أصبح الإهتمام بتنمية التفكير بمستوياته ومهارته المختلفة حاجة مهمة تفرضها متطلبات العصر الحديث، نظراً لأن الطلاب الذين يعانون من انخفاض في قدرات التفكير يجدون صعوبة في إستيعاب المفاهيم المجردة، والمبادئ العلمية؛ لذا ظهرت حركة تعليم التفكير أو التعليم من أجل التفكير، وأصبحت المؤسسات التربوية مطالبة بتدريب الطلاب على استخدام مهارات التفكير المختلفة، ومن ثم فالإعتماد على تلقين المعرفة أصبح غير مقبول كأساس للتعليم والتعلم.
ونظراً لصعوبة فهم المفاهيم المتعلقة بالبرمجة مثل طريقة عمل الذاكرة وعمل مكونات الكمبيوتر، إهتمت عديد من الدراسات مثل دراسة كل من (عمرو محمد أحمد، 2009)، (Fisher, Maisha. 2008) (Machanick, Philip, 2007)، )أحمد على إبراهيم، 2007) *بتنمية مهارات البرمجة، كما أكدت تلك الدراسات على ضرورة تطوير وتنمية طرق تدريس البرمجة لكي تكون ذات تأثير فعال، وتساهم في مساعدة المبرمجين المبتدئين على فهم وتطبيق المفاهيم الأساسية للبرمجة.
ويمثل التفكير شكل من أشكال السلوك الانساني، حيث يمكن الاستدلال عليه عن طريق نتائجه وما يظهره المتعلم في المواقف المختلفة (نايفة قطامي وآخرون:411،2010)، وعلى هذا الأساس أصبحت دراسة إستراتيجيات التعلم التي يستخدمها الطالب لمساعدته في التعلم الفعال والاحتفاظ بالمعلومات وتوظيفها في مواقف الحياة، من الأمور الأساسية في أي نظام تعليمي، وأصبحت كما يشير الخطيب (Al-Khateeb, 2011) شاهدًا على تحول البحوث من دراسة العوامل الخارجية المؤثرة في التعلم إلى دراسة العوامل الداخلية المؤثرة في عملية التعلم، وكيفية البحث عن المعرفة من جانب الطالب.
قد أكد المشاركون في الملتقى السنوي الثالث للتدريس الجامعي الذي عقد في جامعة الملك سعود في الفترة من 7-4 أبريل 2016 على ضرورة توظيف التقنيات التعليمية في التعليم والتعلم المدمج، ويُعد التعلم المعكوس من صوره كما أشارت إلى ذلك (تشارلوت فريجونا، 2016)، ويعد التعلم المعكوس أحد الحلول التقنية الحديثة لعلاج ضعف التعليم التقليدي وتنمية مستوى مهارات التفكير عند الطلاب، فالتعلم المعكوس هو إستراتيجية تدريس تشمل الإستفادة من التقنية في العملية التعليمية، بحيث يمكن أستاذ المقرر قضاء مزيد من الوقت في التفاعل والتحاور والمناقشة مع الطلاب في الفصل بدلًا من الإكتفاء بإلقاء المحاضرات، حيث يقوم الطلاب بمشاهدة مقاطع فيديو قصيرة للمحاضرات في المنزل ويبقى الوقت الأكبر لمناقشة المحتوى في الفصل تحت إشراف أستاذ المقرر. فوفًقا لتصنيف بلوم المعدل، فإن الطلاب يحققون في التعلم المعكوس المستوى الأدنى من المجال المعرفي (الحصول على المعرفة واستيعابها) في المنزل، والتركيز على المستوى الأعلى من المجال المعرفي (التطبيق، التحليل، التركيب، التقييم) في قاعة الدراسة (Brame, 2013).
وفي ضوء ما سبق فإن تفعيل التعليم والتعلم القائم على إستراتيجية التعلم المعكوس في مجال إعداد المعلم، يتواءم مع الإتجاهات الحديثة والتوجهات العالمية، التي تستهدف تمكين الطلاب من مهارات التفكير العليا، مما يساعدهم في إكتساب مهارات القرن الحادي والعشرون وتوظيفها لديهم (Halili & Zainuddin, 2015: 34)، فإستراتيجية التعلم المعكوس تُعد أحدى إستراتيجيات التفكير الابداعي؛ لأن الذهن يفكر بطريقة غير مألوفة تدفع إلى الإنخرط في الإبداع (محسن علي عطية، 2009، 227).
وقد أكدت نتائج عديد من الدراسات على فعالية الـتعلم المعكوس فـي التحصيل، وتحقيق نتائج أفضل بزيادة استيعاب الطلاب، مثـل دراسة (فوزية مطلق الحربي، 2017)، و(ماهر محمد زنقور، 2017).