أثر التدريب المستند إلى التعليم المدمج في تنمية الاتجاه نحو التعلم الإلكتروني لدى معلمات المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

أ.د أمل عبد الفتاح سويــــدان
أستاذ ورئيس قسم تكنولوجيا التعليم
 معهد الدراسات التربوية
جامعة القاهرة
 
 





 



الإطار العـام للبحث:
تمهيد:
أدي استخدام التكنولوجيا الحديثة في عمليتي التعلم والتعليم إلى تحديث المجالات التي اقتحمتها تكنولوجيا التعليم، ومن المعروف أن المعلمين يقومون دائماً بالبحث عن وسائل تعينهم على أداء مهامهم التعليمية من أجل الوصول إلى طرق تعليمية أفضل.
فمع التطور التكنولوجي الهائل في جميع المجالات وخاصة في مجال التعليم أصبح لزامًا استخدام التكنولوجيا التعليمية، حيث إنها ذات أهمية كبيرة في العملية التعليمية فهي تساعد على تنمية قدرات المتعلمين والاستفادة منها وتطويرها وذلك لبناء أجيال قادرة على مواكبة التغير السريع والهائل مع المستحدثات التقنية. وهذا يتطلب إعداد معلمين متميزين قادرين على التعامل مع جميع وسائل التقنيات الحديثة بمهارة فائقة وعالية (منال أحمد، 2013، 4).
فكما هو معروف أن التعليم الإلكتروني يحتاج إلى معلم يتمتع بالقدرة على تعلم الأساليب الحديثة في التدريس والاستراتيجيات الفعالة والتعمق في فهم فلسفتها وإتقان تطبيقها، حتى يتمكن من نقل هذا الفكر إلى طلابه فيمارسونه من خلال أدواته. فالتعليم الإلكتروني ليس مجرد برمجيات وعتاد وأجهزة مبهرة، بل هو في الدرجة الأولى معلم يمتلك من المواصفات التي تمكنه من تطبيق أدوات التعليم الإلكتروني في العملية التعليمية (نايف المطوع، 2013، 79).
إن التحول من نظام التعلم التقليدي والذي يعتبر المعلم محور العملية التعليمية، إلى نظام التعلم الإلكتروني والذي يقوم على مبدأ هام وهو الوصول بالتعلم للمتعلم بصرف النظر عن مكانه وفي أي وقت يناسبه، عادة يتطلب تحولاً جذرياً في أدوار المعلم المتعارف عليها في ظل التعلم التقليدي، إلى أدوار ووظائف جديدة في ظل التعلم الالكتروني، ينبغي على المعلم أن يتقن هذه الأدوار والوظائف (سامي الصيفي، 2015، 62).
وتماشياً مع التغير الذي أحدثه التعليم الإلكتروني فإنه لابد من دراسة اتجاهات المعلمين نحوه، والعوامل التي تؤثر فيها بما سيسهم فى تنظيم برامج ودورات للتدريب على استخدام التعليم الإلكتروني ، وقد يزيد من إمكانية استخدامه وقبولـه في العملية التعليمية (نضال الطعاني، 2012، 111).
وفي هذا السياق, حظيت بحوث تغيير الاتجاهات باهتمام واسع من كافة المشروعات التي تهدف إلى إدخال تغير على السلوك الإنساني، وذلك لأن الاتجاهات مكون هام من مكونات الشخصية ومن محددات وموجهات السلوك الإنساني، مما دفع الباحثين التربويين للبحث عن الاتجاهات نحو مختلف جوانب العملية التعليمية وخاصة الجوانب المستحدثة في المجال التعليمي والتدريبي.
 ونجد أن المعلم الأكثر احتياجاً للتدريب نظراً لتغير أدوار المعلم في العصر الحديث عما كان عليه في الماضي، وبروز دوره كمنسق وموجه ومراقب ومحفز لتعلم طلابه من أجل مساعدتهم على بلوغ أهدافهم التعليمية، وهو نفس ما تدعمه بيئة التعليم والتدريب المدمج (مختار عطية، 2013، 5).
وقد تعدد أنماط التدريب المتبعة في البرامج التدريبية للمعلمين، فبعضها يعتمد على نمط التدريب التقليدي، والبعض الآخر يعتمد على التدريب الذاتي، وهناك نمط ثالث من أنماط التدريب يعتمد على الاستفادة من مميزات كلا النمطين السابقين وجمعهم في إطار واحد تحت ما يسمى بالتدريب المدمج (حسن عبد العاطي، ومحمد المخيني، 2009، 87).
فالتدريب المدمج يجمع بين توافر فرص الكفاءة والفاعلية، والاجتماعية في التعليم التقليدي مع توافر الإمكانات المدعمة بالتكنولوجيا للبيئة، وهو يوفر أوسع قاعدة من الطرق التوجيهية والمواقف التدريبية ليلبي حاجات المعلمين، والمناهج، وكذلك الطلاب، ويسمح كذلك للمعلم بأن يصل بمميزات كل بيئة إلى الدرجة القصوى (عمرو علام، 2014، 208).
مما تقدم، يلاحظ أن التعلم الإلكتروني يكتسب أهمية متزايدة في عصر تقنيات المعلومات والاتصالات الحالي وما يشهده من ثورة معرفية وتقنية تحتم على الأنظمة التعليمية الاستفادة من تلك التقنيات في تعلم الطلاب. ولكي يحقق التعلم الإلكتروني أهدافه المنشودة، فإنه من الضروري أن يتبنى المعلمون ويوظفون تقنياته في العملية التعليمية بكفاءة وفاعلية. والخطوة الأولى في هذا المقام تتطلب أن تكون لدى المعلمين اتجاهات إيجابية نحو التعلم الإلكتروني تدفعهم لتبنيه وتوظيفه. ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان البحث في السبل التي من خلالها يمكن تنمية اتجاهات المعلمات في المملكة العربية السعودية نحو استخدام التعلم الإلكتروني. وربما يكون للتدريب المستند إلى التعليم المدمج بمثابة أحد المداخل التي من خلالها يمكن تحقيق ذلك.