أثر استخدام الواقع المعزز في تنمية مهارات تجارب العلوم لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة بدولة الكويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المستخلص:
أعطت التربية الحديثة أهمية كبيرة لطرائق التدريس الحديثة، إذ ظهر التوجه الجديد الذي ينتقل فيه مركز النشاط في عملية التعليم من المعلم إلى التلميذ،وأصبح المحتوى التعليمي وسيلة وليس هدفاً، في حين أصبح الهدف من عملية تعليم التلميذ هو تكامل شخصيته معرفياً ووجدانياً ومهارياً، وأصبح المعلم مرشداً وموجهاً يعمل مع الطلبة.(ضيماء الراوي، 2016)
وأصبح ينظر لتكنولوجيا التعليم على أنها أسلوب في العمل وطريقة في التفكير وحل المشكلات تعنى بتصميم الفعاليات والمصادر وتطويرها واستخدامها وتقويمها بهدف التعلم، وعرفت تبعا لذلك بانها منهجية في التفكير واسلوب للعمل على حل المشكلات لتحقيق الأهداف المرجوة بأقل تكلفة وأعلى مستوى من الكفاءة، وأصبح استخدام التكنولوجيا في التعليم يطلق عليها مصطلح التعلم الإلكتروني .
حيث يرى عبد الله الموسى، وأحمد المبارك (2005) أن التعلم الإلكتروني  هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكات ووسائطه المتعددة من صوت، وصورة، ورسومات، وآليات بحث، ومكتبات الكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان التعلم عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم المقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
وتبعا لذلك فقد أشار محمد عطية خميس (2015) إلى أن مجال تكنولوجيا التعليم يتكون من قاعدتين اساسيتين متكاملتين ومتفاعلتين هما:
1-         القاعدة المعرفية: وهي البناء المعرفي المنظم الذي يتكون من حقائق ومفاهيم ونظريات في مجال التعلم الإنساني خاضعة لعمليات التعليم ومصادر التعلم.
2-         القاعدة العملية (التطبيقية): وهي القاعدة التي تعنى بالاشتغال العلمي بتكنولوجيا التعليم عن طريق تطبيق المعرفة النظرية والتجريبية في تصميم مصادر التعلم المختلفة وإنتاجها واستخدامها وتقويمها.
ويرى الباحث أن التعلم بالممارسة من خلال التجارب العملية من العناصر الهامة والرئيسة في تدريس مادة العلوم وذلك بهدف تنمية مهارات المتعلمين بالعلوم، لما لها من قدرات في تنمية مهارات البحث العلمي لدى المتعلمين وتعزيز قدرتهم على حل المشكلات.
فالمهارات العملية تعد من العناصر الهامة في مجال العلوم، فهي تساعد على تحويل المفاهيم المجردة إلى محسوسة من خلال إجراء التجارب والعروض العملية، فهناك العديد من المفاهيم التي لا يدركها التلاميذ طالما لم يشاهدونها في الواقع، وهنا تظهر أهمية التجارب والعروض العملية، ولكن قد يواجه التلاميذ العديد من المخاطر أثناء أداء تلك التجارب والمهارات والعروض العملية؛ ولتجنب هذه المخاطر تمت الاستعانة بالوسائط المتعددة لأداء تلك المهام ومحاكاة الواقع دون تعرض التلاميذ للخطر. (سعود عبد الله منيف العجمي، 2010، 53)
وقد أكد صالح أحمد شاكر (2004) أن برامج الكمبيوتر ترتبط أكثر بالمواد الدراسية ذات الطبيعة العملية، وأنها تصلح للاستخدام في معظم المقررات والمناهج الدراسية خاصة التي تتطلب إجراءات معملية غير ميسورة في الواقع، ويضيف كلا من بيتر وبيرسون (2007، 317) أنها تزيد وتعمق من فهم التلاميذ للمهارات العملية.
وتعد تقنية الواقع المعزز محل البحث من المصطلحات الجديدة التي ظهرت مؤخرا، وبحكم انفتاح التعليم على التكنولوجيا وسعي رواده ومنظريه إلى الاستفادة من أحدث ما جادت به التكنولوجيا في تحفيز المتعلمين وجعل عملية التعلم أكثر متعة وتشويقا وإثارة، فقد وجدت تقنية الواقع المعزز طريقها بسهولة إلى مجال التعليم، لتساهم بدورها في إعادة تعريف التعلم، وجعله ذا غاية ومعنى.
فقد اكدت دراسة مها الحسيني (2014، 8) على أهمية استخدام تقنية الواقع المعزز أثناء تدريس مقرر الحاسب الآلي لتلميذات المرحلة الثانوية، وتجهيز المدارس بقاعات تعليمية مزودة بكافة الاجهزة والشاشات التي تمكن المعلم من استخدام تقنية الواقع المعزز فى تدريس المواد الاخرى.
كما أن تقنية الواقع المعزز يمكن توظيفها في العملية التعليمية؛ بهدف تقديم المساعدة للمتعلمين؛ ليتمكنوا من التعامل مع المعلومات وادراكها بصريا بشكل أسهل وأيسر من استخدام الواقع الافتراضي. كما أنها يمكن أن تمدهم بطرق مختلفة لتمثيل المعلومات واختبارها بشكل ديناميكي وسريع وسهل. كما أنها توفر تعليما مجديا، ففي أوروبا يمول الاتحاد الأوروبي مشروع (ITacitus) والذى يسمح للمستخدم أن يشير له بواسطة كاميرا جهازه في مكان تاريخي، وليرى الموقع وكأنه فى فترات مختلفة من الماضي. (Catenazz &Sommaruga,2013, 12).
وهناك العديد من الدراسات التي أكدت على أهمية ودور استخدام تقنية الواقع المعزز والدور الذى تؤديه في العملية التعليمية؛ ومنها :دراسة شاير (Schrier,2005)، ودراسة فريتاس وكامبوس (Freitas & Campos, 2008)، ودراسة سوماديو ورامبلى (Sumadio & Rambli, 2010)، ودراسة تشن، تساى (Chen & Tsai, 2010)، ودراسة بارييرا وبيسا وبيريرا وأدوارد وبيريز ومجالهايس (Barreira, Bessa, Pereira, Adao, Peres, & Magalhaes,2012)، وغيرها من الدراسات.
وخلال الفترة الأخيرة شهدت تطبيقات تقنية الواقع المعزز تطورا كبيرا يمكن مستخدميها من التعامل مع تقنية الواقع المعزز لدعم المواد التعليمية باستخدام الحواسيب الشخصية والهواتف المحمولة والأجهزة الرقمية الصغيرة، فأصبحت التقنية متاحة، وأصبح التعامل معها أكثر عملية، وباتت مشاكل تطبيقها وارتفاع تكاليفها أقل تعقيدا. (Kerawalla, 2006, 163).
ولمساعدة المتعلمين في تحسين الفهم، والتشجيع على تطبيق المفاهيم المكتسبة وربطها بالحياة اليومية، وتوظيف التقنية الحديثة؛ كانت الحاجة للقيام بمبادرة جادة لإجراء دراسة علمية لاستخدام تقنية حديثة ومعاصرة كتقنية الواقع المعزز تساهم فى الأخذ بيد هؤلاء المتعلمين لتوفر لهم تعليما متميزا يتناسب مع عالمنا المعاصر.(مها الحسينى، 6،2014)
ويرى الباحث أن الواقع المعزز هو نوع من الواقع الافتراضي الذي يهدف إلى تكرار البيئة الحقيقية في الحاسوب وتعزيزها بمعطيات افتراضية لم تكن جزءا منها، وبعبارة أخرى، فنظام الواقع المعزز يولد عرضا مركبا للمستخدم يمزج بين المشهد الحقيقي الذي ينظر إليه المستخدم والمشهد الظاهري التي تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب والذي يعزز المشهد الحقيقي بمعلومات إضافية.
وتستخدم اليوم تقنية الواقع المعزز في مجال الترفيه، والتدريب العسكري، والتصميم الهندسي، والروبوتات، والصناعة التحويلية وغيرها من الصناعات، كما يتم إدماجها في التعليم بشكل تدريجي ويمكن الاستفادة منها في مجال تدريس العلوم من خلال تطبيقات تجارب العلوم فيمكن للتلميذ القيام بالتجربة من خلال الهاتف الجوال بدلا من الاطلاع على التجارب من خلال الكتاب المدرسي، أو القام بها في المعمل والذي من الممكن ان تقل فرص تعلمه نظرا لضيق وقت الحصة أو لعدم القدرة على تكرار التجربة.
ويري الباحث إن الواقع المعزز كفيل بأن يسد الثغرة الحاصلة بين التعليم النظري والتطبيقي، ويركز على الطريقة التي يمكن فيها دمج العالم الواقعي والافتراضي معاً؛ لتحقيق مختلف أهداف التعلم الإلكتروني  ومتطلباته والتي ستؤثر إيجابا على تحقيق الأهداف المعرفية والمهارية لمادة العلوم.
كما يرى أن لبرامج الواقع المعزز لها أهمية كبرى في تنمية مهارات إجراء التجارب في العلوم؛ لما تتمتع به تلك التجارب من خطوات عملية ومهارات أدائية يحتاج التلاميذ إلى ممارستها بشكل مستمر، وإتقان أدائها والتعلم من الأخطاء التي يقعون فيها أثناء إجراء التجربة كل مرة.