نمطي الإبحار (قائمة/ متفرع) ببيئة تعلم منتشر قائمة على حقيبة جوجل التعليمية G-Suite وأثرها في تنمية مهارات إنتاج مقاطع الفيديو التعليمية لطلاب تكنولوجيا التعليم.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمة:
ظهر مصطلح التعلم المنتشر عقب ظهور وانتشار الشبكات اللاسلكية والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المعتمدة على هذه الشبكات، ومع كثرة التطبيقات المعتمدة على هذه الأجهزة والتي تستخدم في نقل وتبادل الملفات والوسائط والرسائل بين المستخدمين وبعضهم البعض، حيث أن الدمج بين تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي واستخدام الأجهزة النقالة أمكن تطويع ذلك في مجال التعليم والتدريب لنقل المحتوى الإلكتروني إلى المتعلمين في أي وقت وفي أي مكان.
وقد أشار كلا من محمد عماشة، وسالم الخلف (2015)* إلى أن التعلم المنتشر يعمل على توفير بيئة تعليمية تمكن الطالب من التعمق في عملية التعلم، كما يقدم المحفزات والدعائم المطلوبة لتشجع الطلاب على التشارك والتفاعل مع بعضهم البعض.
فالتعلم المنتشر عبارة عن عملية تعلم حقيقي وظيفي وتكيفي يتم  من خلاله توفير كائنات التعلم الإلكترونية المناسبة للطلاب المتواجدين في أماكن متفرقة ومتباعدة ، حيث تتم إدارة التعلم والفاعليات والأنشطة التعليمية الوظيفية المناسبة في المكان والوقت المناسبين (محمد خميس، 2008).
وتوفر بيئة التعلم المنتشر بنية تعلم نافذة وشاملة تتصل وتقوم بعمل متكامل وتشترك في ثلاثة أبعاد من موارد التعلم الرئيسة هي: المتعاونون في التعلم، ومحتويات التعلم، وخدمات التعلم (أحمد عبد الحميد، 2011).
ومع التطور في مجال الشبكات للاسلكية ويوازيه تطور الأجهزة النقالة واللوحية، ومع هذا التطور كان هناك ثورة في مجال التطبيقات الخدمية والتي تم تطويع الكثير منها في مجال التعليم والتدريب، ومن أهم منصات التطبيقات منصة جوجل التعليمية والتي أطلقت العديد من التطبيقات للخدمات التعليمية وقد أصدرت حديثا حقيبة من التطبيقات للمجال التعليمي تسمى حقيبة جوجل التعليمية G Suite.
فحقيبة جوجل التعليمية كما تعرفها مؤسسة جوجل "مجموعة من الأدوات تم تصميمها لتمكين المعلمين والطلاب من إنجاز  المهام أثناء تعلمهم وابتكارهم معاً"، حيث تقوم أدوات G Suite علي السحابة الإلكترونية التي صممتها جوجل، ويمكن استخدامها بسهولة في القاعات الدراسية (مريوان كاكه، 2018).
وعرفتها شيماء سمير (2014) بأنها "مجموعة متكاملة من حلول التطبيقات السحابية من شركة جوجل Google تهدف إلي تمكين المستخدمين من إنشاء تطبيقاتهم وبرامجهم وتخزينها والوصول لها في أي وقت، ومن أي مكان وباستخدام مختلف الأجهزة سواء كانت مكتبية أو محمولة أو أجهزة ذكية، ويمكن إدارة المستخدمين، ومنحهم بريد إلكتروني وأسم المنشأة وإعطاء صلاحيات مختلفة لإنجاز أعمالهم.
ومن مميزات حقيبة جوجل G Suite أنها تتمتع بالإنتاجية والتعاون، السرعة وتوفير الوقت، المجانية وسهولة الاستخدام، الأمان وحماية البيانات، العمل من أي مكان وأي وقت، الدعم الفني.
وتعد أنماط الإبحار كما أوضحها محمد خميس(2003) هي عملية التنقل التي يستخدمها زائري الموقع عند استعراض محتوياته والتفاعل معه والتحرك داخله إلى الصفحة الأخيرة والعودة إلى أول الصفحة، أو اختيار ما يريد وتحقيق ذلك من خلال مجموعة من الروابط داخل بيئة تعلم قائمة على الحاسب يتم من خالها عرض المعلومات بصورة تتصف بالشمول، والعمق، مع الاعتماد على التكامل بين الوسائط المختلفة مثل: الرسوم، الصور، والأصوات، والفيديو، بالإضافة إلى النصوص مما يساعده في النهاية لاكتساب أكبر قدر من المعرفة.
وتأتي أهمية الإبحار من كونه الوسيلة التي من خلالها يتم بناء جسور بين فجوات الاتصال بين أجزاء المحتوى، والتي تتعلق بمدى لمكانية معرفة المتعلمين بموقعهم الحالي في البرمجية، والكيفية التي يتبعونها للتنقل من درس لآخر(Sims, 2004).
وهناك عدة أنماط للإبحار التي يمكن أن تستخدم في التحرك بالمحتوى، حيث يمكن الاعتماد على نمط واحد أو عدة أنماط حسب طبيعة المحتوى وأهدافه وكذلك حسب خصائص المتعلمين ومن هذه الأنماط (نمط الإبحار الخطي، ونمط الإبحار الهرمي، ونمط الإبحار الشبكي، ونمط الإبحار بالقائمة، ونمط الإبحار الهجين) ويعد النمط الخطي أبسط الأنماط وأقلها تعقيداً التي يلتزم المتعلمون فيه بالسير في خطوات متتابعة بدءاً من أول شاشة حتى النهاية مع تصفح الروابط المرجوة داخل كل شاشة (أسامة الهنداوي، 2005).
وقد أثبتت العديد من البحوث والدراسات فاعلية مقاطع الفيديو التعليمية داخل البيئات الإلكترونية والمحتوى الإلكتروني لتعزيز وإثراء المحتوى ومن هذه الدراسات دراسة Zhang(2002) والتي أكدت على ضرورة توظيف مقاطع الفيديو في التعليم وتزويد الطلاب بروابط أو وصلات إلكترونية لكافة المقررات الدراسية، بما يمكن الطلاب من التجول والإبحار داخل مكتبات الفيديو المرتبطة بالمقرر الدراسي، وهناك دراسة Ni et al(2005) والتي تناولت متغيرات نشر مقاطع الفيديو التعليمية على شبكة الإنترنت لإتاحة مقاطع الفيديو للمتعلمين للمقررات الدراسية الإلكترونية، والتغلب على التحديات والمعوقات الخاصة بنشر مقاطع الفيديو وإتاحتها عبر شبكة الإنترنت.
وحيث أن هناك الحاجة الماسة دائما لتنمية مهارات أخصائي تكنولوجيا التعليم لمواكبة المستحدثات التكنولوجية المستخدمة في مجال التعليم والتدريب، وبخاصة في ظل عصر التعلم المنتشر والنقال والعوالم الافتراضية والواقع المعزز، وهذا ما أوصت به دراسة Duffy(2008)  ودراسة كلا من رشا يحيى (2010)، وأيضا مها محمد(2010) بضرورة تنمية أعضاء هيئة التدريس لمقاطع الفيديو في العملية التعليمية، هي أداة تعليمية قوية ومحفزة للمتعلمين، ويعتمد ذلك على كيفية استخدامه حيث لا يعتبر استخدامه غاية في حد ذاته وإنما هو وسيلة لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.



(*) يتم التوثيق في هذا البحث وفق قواعد جمعية علم النفس الأمريكية الاصدار السادسAPA Style (6th Edition)    مع البدء بالاسم الاول في المراجع العربية .