أنماط التشارک داخل المجموعات بمنصات التعلم التفاعلية القائمة على المشروعات الإلکترونية وأثرها على تنمية مهارات إنتاج مجلات الأطفال الإلکترونية لطالبات کلية التربية النوعية.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمة:
إن ما يشهده العصر الحاضر من تغيرات سريعة في شتى المجالات يؤثر في النظم التعليمية، مما جعل من الضروري الاستفادة من توظيف المستحدثات التکنولوجية في رفع کفاءة العملية التعليمية لتلائم التغيير الحادث في عملية التعلم التي کانت تعتمد على الحفظ والاستظهار، فأصبحت تتمرکز حول المتعلم وتعتمد على الأنشطة والمهام الإلکترونية التفاعلية بين الطلاب.
وتعد بيئات التعلم الإلکترونية إحدى ثمار التقنية العصرية التي استحدثت في مجال التعليم، والتدريب؛ حيث تعمل على زيادة التحصيل الدراسي والمهارات والدافعية، والتفاعل والتعاون بين للطلاب، وتوفر نوعا من التواصل والتفاعل بين المشارکين خلال تلک البيئة الإلکترونية (زياد برکات، 2013، ۲۰)[1].
کما تحقق بيئات التعلم الإلکترونية العديد من الأهداف للمتعلم ومنها أنه يمکن للمتعلم أن يختار ما يحتاجه من معلومات وخبرات في الوقت المناسب وبالسرعة التي تناسب فلا يرتبط بمواعيد حصص أو جداول دراسية کما يتعلم الطالب في جو من الخصوصية فيعيد ويکرر التعلم بالقدر الذي يحتاجه دون شعور بالخوف والحرج، ويمکنه تخطى بعض الموضوعات والمراحل التي تعلمها. ويوفر قدرا هائلا من المعلومات دون الحاجة إلى التردد على المکتبات، کما يوفر وقت وجهد المعلم للتوجيه والإرشاد وإعداد الأنشطة الطلابية والترکيز على المهارات التي يحتاجها المتعلمون فعليا، وتوفير أشکال متنوعة من التشارک بين المعلم والمتعلم والترکيز على التغذية المرتدة للمتعلم لتوجيهه للمسار الصحيح للمتعلم (محمد الهادی، 2005، 12؛ عبد العزيز طلبه، ۲۰۱۰، 125).
وتعتمد بيئات التعلم الإلکترونية على العديد من الأنشطة والاستراتيجيات، أهمها استراتيجية التعلم بالمشروعات الإلکترونية لأنها تعتبر أحد الاستراتيجيات المناسبة لتنمية العديد من المهارات العملية؛ حيث تحقق هذه الاستراتيجية عددا من الأهداف التي تتلاقى مع طبيعة المتعلم، فاستخدام المشروعات ضمن المقررات العملية يکون لها أثر کبير في تنشيط عملية التعلم بحيث يقوم الطالب بصياغة أهداف المشروع، والتخطيط له، وتنظيم إجراءات التنفيذ التحقيق لتلک الأهداف (مجدي عقل، ۲۰۱۲، ۳۰).
وقد أکدت العديد من الدراسات علي أهمية استراتيجية التعلم بالمشروعات الإلکترونية مثل : (أمل سليمان، ۲۰۰۸؛ نرمين شوقي، ۲۰۱۰؛ منال مبارز، ۲۰۱٤) ودراسة (Bell, S, 2010)، على أنها مجموعة متکاملة من أدوات الخط المباشر، وقواعد البيانات والمصادر والصفحات المدارة جيدة والمتوفرة داخل منظومة واضحة تعمل معا بشکل جماعي وذلک بهدف تدعيم عمليات التعلم المختلفة، وکذلک توفر نوعا من التواصل، والتفاعل بين المشارکين خلال تلک البيئة الإلکترونية، وکأنهم موجودين تحت سقف واحد يعملون معا کفريق عمل واحد لبناء تعلمهم وتدريبهم الخاص تحت إشراف معلمهم عن بعد. إلى وجود فاعلية الاستراتيجية التعلم بالمشروعات الإلکترونية في تنمية التحصيل المعرفي، والجانب الأدائي للمهارات العملية لدي الطلاب.
وقد أخذت المنصات التعليمية التفاعلية کأحد أدوات الويب 2 نصيبا من الاهتمام في السنوات الأخيرة، حيث توفر بيئة تعلم متکاملة عبر الويب، تهدف إلى تعلم إلکتروني تشارکی تسمح بتبادل المعارف بين المتعلمين فهي عملية ديناميکية تشارکية محورها المتعلم ويکون دور المعلم فيها مرشد وموجه للتعلم (Baihong, & Yu, 2014, 55)
وضمن تلک المنصات منصة سکولوجي Schoology والتي تتميز بنظام الإدارة التعليم يساعد المعلمين على إنشاء صفوف رقمية يمکنهم بواسطتها تخزين دروس المادة على شبکة الإنترنت، بالإضافة إلى إدارة مناقشات الصف، وإعطاء الواجبات المدرسية والامتحانات الموجزة والاختبارات، وتقييم النتائج، وتزويد التلاميذ بالملاحظات على المنصة، کما تتيح المنصة للمعلمين والتلاميذ التواصل والتعاون فيما بينهم، والمشارکة والتعلم بواسطة موقع خصوصي آمن وسهل الاستعمال (محمد مسعد، 2018، 30(.
وقد اهتمت کل من دراسة، (Continuo & Junior, 2007)، ودراسة (Wily, 2010)، ودراسة (حسن مهدی، ۲۰۱۲)، ودراسة (إيمان احسان، ۲۰۱۲)، و(همت عطية، ۲۰۱۳)، (شيماء إبراهيم، 2014)، و(عادل السلمی، 2015)، (عبدالعال السيد، 2016) بتوظيف تقنيات الويب التشارکية بالمنصات التعليمية التفاعلية في خدمة العملية التعليمية واستخدامها دون النظر إلى أنماط التشارک الذي يسعى البحث الحالي لتحقيقها.
کما أکدت عديد من الدراسات مثل دراسة (Madeline, 2008)، (Kazuaki, 2010)، (Ming, 2015) بضرورة تحقيق التشارک بين المتعلمين بعضهم البعض بتوجيه من المعلم؛ حيث أنها تسمح بإنشاء المحتوى التشارکي وکذلک المشارکة في الکتابة وإنشاء روابط جديدة لهذا المحتوى من قبل المتعلمين؛ فضلا عن إمکانية استخدام محررات الويب التشارکية لتحقيق المشارکة الاجتماعية بين المتعلمين.
کما تشير دراسة (Major, 2005)، (Jowett, 2005)، (Chang, 2015)، إلى أن تشارک المتعلمين مع بعضهم البعض يقلل من العزلة ويساعد في تنمية مهارات التفکير ويساعد في تکوين ردود أفعال إيجابية لديهم بخلاف نمط التشارک بين معلم ومتعلم، ومتعلم ومتعلمين بشکل فردي عبر منصات التعلم الإلکترونية حيث أنهم يکتفوا بالمشاهدة فقط مما قد يؤثر على نتائج التعلم لديهم، کما أن التشارک بين المعلم والمتعلم بدون توجيه المعلم عبر محررات الويب التشارکية يساهم في انخفاض التفاعل بين المتعلمين.
والجدير بالذکر التأکيد على أن توافر نمط التشارک في بيئات التدريب عبر الويب يسهم في توفير بيئة مناسبة لتبادل الموارد والأفکار والمعارف والخبرات بين المشارکين کافة، مما قد يسهم في تحسين فهم المشارکين للمعرفة، ويزيد من قدرتهم على تطبيقها في مواقف جديدة، وکذلک تنمية بعض مهارات التشارک والتفکير العليا لديهم (Altinay & Paraskevas, 2007, 644).
وتمثل "أنماط التعلم الإلکتروني التشارکي" Collaborative Learning أحد أنماط التفاعل بين الطلاب، وبعضهم البعض في مواقف التعلم. وفيما يتعلق بالبعد الفني للتعلم القائم على المشروعات الإلکترونية يلاحظ أن أدوت التفاعل في المنصات التعليمية تؤدي دورا هاما في تيسير حدوث عمليات التعلم الجماعي بين أعضاء مجموعة التعلم الذين ربما يقطنون في عدة مناطق جغرافية مختلفة ويتمتعون بالضرورة بأساليب تعلم متباينة.
وتشير الأدبيات التربوية بوضوح إلى أهمية تزويد طلاب التعليم الإلکتروني عن بعد بمجموعة متنوعة من أدوات ووسائط التعلم -سواء التزامنية Synchronous أو غير التزامنية Asynchronous – وتوفير قدرا من التفاعل من خلال تنويع أنماط التشارک بينهم بهدف التکيف مع تفضيلاتهم الذاتية لأساليب الاتصال المستخدمة في عملية التعلم بالمنصات التفاعلية (2010, 33 Planas, Cerda, L.F,).
ومن المؤکد أن مجلات الأطفال لها دور مؤثر ومهم في بناء شخصية الطفل؛ وذلک لأن الشخصية التي تميز الأفراد، ما هي إلا نتيجة مجموعة من المؤثرات، منها مجموعة وسائل الأعلام بأنواعها والتي تشکل أحد أبرز الوسائل التربوية وأکثرها تأثيرًا على شخصية الطفل. فشخصية الطفل لا تتکون من فراغ، ولا تنمو من تلقاء نفسها بصورة تلقائية عفوية أو ارتجالية، وإنما لا بد لها من عوامل تؤثر فيها وتصقلها وتکونها وتُنميها.
ونظرا لتلک الأهمية التي تتمتع بها مجلات الأطفال الإلکترونية فإن التدريب على إنتاجها بشکل سليم يستمد نفس الأهمية التي تتمتع بها من حيث جودة التصميم وعناصر المحتوى المقدمة للطفل (جوزاء القحطاني، 2005، 23). ولهذا فإن تنمية مهارات إنتاج مجلات الأطفال لدى الطلاب المعلمين بکليات التربية أمرا مهما لأن من أساسيات التعليم والتدريس أن يکون المعلم قادرا على إنتاج الوسائط وتطويعها لخدمة المتعلمين وبخاصة في المراحل التعليمية الأولى.
کما اشارت (إيمان حسين، 2017، 85) إلى أن التدريب على إنتاج مجلات الأطفال الإلکترونية يعد من المجالات الهامة في الوقت الحالي، حيث لم يعد الشکل الورقي التقليدي لها يجذب الأطفال کما کان من قبل، حيث يتيح النمط الإلکتروني منها قدرا أکبر من التفاعلية مع عناصر المجلة، ويعطي للمنتج مساحة أکبر من الإثراء في المحتوى والتصميم بشکل عام، وهذا ما يجعل منها اتجاها أساسيا في العصر الحديث.
ومن التخصصات المنوط بها إنتاج مجلات الأطفال الإلکترونية قسم رياض الأطفال بکليات التربية، ومع ذلک فإن طلاب هذه الأقسام يواجهون بعض المشکلات في إنتاج المجلات الإلکترونية للأطفال ويرجع ذلک لعدة أسباب على رأسها ضعف خبرات التعامل مع الحاسوب، ومن ناحية أخرى عدم توزيع الأدوار بينهم بشکل يناسب قدرات کل منهم، وهو ما دفع الباحثة إلى إجراء البحث الحالي.